سنغافورة (تعرف على أصغر دولة والأقوى اقتصاديا في العالم)
تعدُّ سنغافورة دولةً آسيوية صغيرة تتألف من حوالي 60 جزيرة صغيرة بالإضافة إلى الجزيرة الرئيسية التي تحتل مساحة 28.9كم2، والتي توجد إلى الشمال من شبه جزيرة ماليزيا، ويفصل فيما بينهما مضيق جوهور. ولسنغافورة موقع جغرافي فريد عند رأس شبة جزيرة الملايو وله الاثر الكبير في ازدهارها وتطوّرها؛ فهي بذلك تسيطر على مضيق ملقا الذي يصل بين بحر الصين الجنوبي والمحيط الهندي، ونمت البلاد من مستعمرة بريطانية حتى أصبحت من أعضاء الكومنولث، والميناء الأكبر في منطقة جنوب شرق آسيا، وتضم واحداً من أكثر المطارات ازدحاماً على مستوى العالم.
تاريخ سنغافورة :
بدأ التوافد البشري إلى سنغافورة بين الفترة (1500-2500)ق.م، ومع مرور الوقت ازدهرت تجارة التوابل في المنطقة، وتوجهت أنظار الجانب البريطاني والهولندي لاستعمار سنغافورة التي أصبحت مستعمرة بريطانية في عام 1946م، وبقيت البلاد على ذلك حتى نالت استقلالها الكامل في عام 1959م، وتولى رئاسة الحكومة لي كوان يو الذي نهض بالبلاد، وفي عام 1963م اتحدت سنغافورة مع مالايا، وسراوق الماليزية، لكن سرعان ما انسحبت من هذا الاتحاد في عام 1965م، وتم تنصيبها كجمهورية مستقلة في العام نفسه.
علم سنغافورة :

ظهر العلم الحالي لجمهورية سنغافورة لأول مرة بشكلٍ رسمي في الثالث من شهر كانون الأول لعام 1959م، ويتكون من مستطيلين بشكل أفقي؛ المستطيل العلوي باللون الأحمر والمستطيل السفلي باللون الأبيض ويوجد هلال بجانبه خمس نجوم باللون الأبيض في المستطيل الأحمر؛ ويدل الهلال إلى أن سنغافورة هي دولة جديدة، أما النجوم فهي تشير إلى القيم الخمس؛ الديمقراطية، والمساواة، والعدالة، والسلام، والتقدم، ويدل لونها الأبيض إلى نقاء قلوب الناس، أما اللون الأحمر في علم الدولة فهو دلالة على الأخوة العالمية.
سنغافورة جغرافيا :
إن أرض سنغافورة منخفضة السطح ، إلا أن بعض التلال تنتشر في الشمال الغربي وأعلى قممها لا تتجاوز 177 متراً وتنتشر في الجنوب الشرقي ،وتنحدر من تلالها بعض المجاري الصغيرة نحو الجنوب الشرقي ولا تزال غابات المنجروف تغطي كثيراً من سواحلها، كما تغطي الغابات الاستوائية بعض تلالها. ومناخ سنغافورة استوائي رطب.وأزيلت مساحات كبيرة من غاباتها، وحلت الزراعة محلها وتحولت أرض الجزيرة إلى مزارع علمية واسعة للمطاط وجوز الهند، والفواكه المدارية. وعاصمة البلاد هي سنغافورة: التي توجد في وسط الساحل الجنوبي، وتضم معظم سكان الجزيرة وهي مدينة صناعية ومحطة تجارية مهمة، والجانب الشرقي أكثر سكاناً من الجانب الغربي.
من أهم مميزات مناخ سنغافورة :
درجة حرارة شبه ثابتة طوال السنة نظرا لقربها من خط الاستواء ونسبة رطوبة عالية وتساقطات مطرية وافرة لتعرض الجزيرة للتأثير البحري. يبلغ متوسط كمية التساقطات المطرية المسجلة سنويا 2342 مم. ورغم أن البلاد تعرف تساقطات مطرية طوال السنة فإن الأشهر الأكثر مطرا هي التي توافق الجزء الأول من موسم الرياح الموسمية خلال الفترة الممتدة من شهر نوفمبر إلى شهر يناير. أما خلال موسم الموسميات جنوب الغربية الممتدة من شهر مايو إلى شهر سبتمبر، فتضرب الجزيرة زوابع الخط في أول الصباح من حين لآخر.
لسنغافورة تاريخ حافل بالمهاجرين. فسكانها الذي يصل تعدادهم إلى خمسة ملايين، هو خليط من الصينيين والملايويين والهنود وآسيويين من ثقافات مختلفة والقوقازيين ,42% من سكان الجزيرة هم من الأجانب الوافدين للعمل أو للدراسة.وتعتبر سنغافورة ثالث دولة في العالم من ناحية الكثافة السكانية بعد ماكاو وموناكو.
تصنف سنغافورة على أنها واحدة من الدول الاقل فسادا في العالم من قبل منظمة الشفافية الدولية. وعلى الرغم من أن القوانين السنغافورية الموروثة أساسها القوانين الإنكليزية والهندية البريطانية وتشمل العديد من عناصر القانون العام الإنكليزي إلا أنها منذ الاستقلال ابتعدت عن هذا التقليد في بعض النواحي. على سبيل المثال، قد ألغي نظام المحاكمة أمام هيئة محلفين.
قوانين وعقوبات سنغافورة :
تشمل العقوبة البدنية القضائية على شكل الضرب بالعصا على جرائم مثل الاغتصاب والعنف والشغب وتعاطي المخدرات وتخريب الممتلكات وبعض جرائم الهجرة.وتفرض سنغافورة عقوبة الإعدام الإلزامية في حالات القتل من الدرجة الأولى والاتجار بالمخدرات وجرائم الأسلحة النارية.واظهر استطلاع اجرته مؤسسة "استشارات المخاطر السياسية والاقتصادية" في سبتمبر 2008، أن معظم المستطلعين يعتبرون أن هونغ كونغ وسنغافورة هما أفضل النظم القضائية في آسيا، بينما اندونيسيا وفيتنام أسوأ نظامين:
انبعاث ثنائي أكسيد الكربون :
إن ارتفاع كل من الكثافة السكانية ومستوى المعيشة يجعل سنغافورة تعرف مستوى مرتفع من كمية ثنائي أكسيد الكربون المنبعث للفرد الواحد. ويعد الاستهلاك المكثف للكهرباء من أهم مصادر انبعاث ثنائي أكسيد الكربون في سنغافورة. إن هذا الاستهلاك المفرط للكهرباء ناتج عن الاستعمال الموسع لمكيفات الهواء ليس فقط بالمنازل ومحلات العمل بل أيضا بمحلات ومراكز التسوق كما هو ناتج عن الاعتماد على الكهرباء في تنمية الصناعة ومصافي النفط. ومن العوامل الأخرى المساهمة في تلوث الجو، نجد السياحة التي تجلب أزيد من 7 ملايين سائح في السنة، أغلبهم يقصد البلاد بواسطة الطائرة؛ فمطار شانغي بسنغافورة واحد من أكثر المطارات ازدحاما في العالم .
التدابير المتخذة من أجل الحفاظ على البيئة :
و كما يتبين من خلال تراجع مستوى انبعاث ثنائي أكسيد الكربون فإن الحكومة بسنغافورة كانت واعية منذ فترة طويلة بالمخاطر البيئية. فقد توالت جهود الحكومة منذ 1963 من أجل البيئة والتشجير فتم إنشاء وزارة للبيئة سنة 1972، التي تم دمجها فيما بعد مع قطاع الصحة في وزارة الصحة والبيئة التي استمرت من سنة 1997 إلى سنة 1999. وفي سنة 2004 تم تشكيل وزارة البيئة ومصادر المياه.
لقد اتُخذت عدة تدابير من أجل مكافحة ظاهرة الاحترار العالمي. فقد تم تحديد استعمال العربات الخاصة عبر رفع تكلفة استعمال العربات وفرض رسوم إضافية لتخليص المدن من الازدحام. وفي المقابل، تم تطوير واحد من أفضل أنظمة النقل المتكاملة في العالم مع استعمال مكثف للحافلات والقطارات العمومية تتضمن أيضا النقل من وإلى المناطق المجاورة للبلاد. كما أطلقت برامج تشجير همت وسط جزيرة سنغافورة باتجاه الشمال الغربي وبالأخص في بوكيت باتوك وحول خزانات المياه.
نظرة عامة على الاقتصاد :
تعتبر سنغافورة واحد من أعلى معدلات المنتجات المحلي الإجمالي للفرد (الناتج المحلي الإجمالي) في العالم. في المطارات والموانئ وشبكات الطرق هي من بين الأفضل في العالم. ويعتمد دائما اقتصاد سنغافورة على التجارة الدولية. صناعاتها الرئيسية تشمل الإلكترونيات والخدمات المالية، ومعدات حفر آبار النفط، وتكرير النفط وتصنيع الأدوية والمواد الغذائية المصنعة والمشروبات، ومنتجات المطاط وإصلاح السفن. في السنوات الأخيرة، تحركت الحكومة للحد من الاعتماد على تصنيع وتصدير الإلكترونيات من خلال تطوير قطاع الخدمات، فضلا عن الصناعات التقنية الحيوية والكيميائية والبتروكيميائية. ودفعت السكان في سنغافورة الصغيرة والاعتماد على الأسواق الخارجية والموردين باتجاه الانفتاح الاقتصادي والتجارة الحرة والأسواق الحرة. وقد تم هذا، فضلا عن السياسات الحكومية التي تعزز التنمية الاقتصادية، والعوامل الأساسية في الأداء الاقتصادي القوي لسنغافورة تاريخيا.
المطابخ :
تناول الغذاء خارج المنزل والتسوق، يُعتبران التسلية الوطنية، المطبخ السنغافوري هو مثال على اختلاف وتعدد الثقافات في الدولة: مع تأثيرات كبيرة من المطبخ البريطاني، صيني، هندي، ماليزي، إندونيسي، والتاميلي. في العادة الطعام السنغافوري يتضمن الساتاي، ناسي ليماك، سرطان تشيلي، دجاج بالرز هيناني.
البث والإعلام :
تعمل معظم القنوات التلفزيونية مجانا على الهواء مجانا وعلى الهواء المحطات الإذاعية في سنغافورة. هناك ما مجموعه سبعة قنوات تلفزيونية مجانية على الهواء التي تقدمها ميدياكورب.
الفنون :
منذ التسعينييات القرن الماضي، الحكومة كانت تطمح لجعل سنغافورة مركزللفنون والثقافة، خصوصا لفنون المثيل، وتحويل الدولة إلى بوابة عالمية بين الشرق والغرب. وكان أبرز هذه الجهود هو بناء إسبلاند، مركز من أعلى درجات الفنون المسرحية الذي افتتح في 12 أكتوبر عام 2002. أيضا مهرجان فنون سنغافورة هو حدث سنوي مرتب من قبل المجلس الوطني للفنون.
الرياضة :
سنغافورة تشارك في طائفة واسعة من الألعاب الرياضية للترويح عن النفس، فضلا عن المنافسة. الرياضة الشعبية تشمل كرة القدم والكريكت، والرجبي والسباحة وكرة الريشة وكرة السلة والدراجات وتنس الطاولة. يعيش معظم الناس في المناطق السكنية العامة التي كثيرا ما توفر وسائل الراحة بما في ذلك حمامات السباحة وملاعب كرة السلة في الهواء الطلق ، وكذلك المراكز الرياضية المغلقة التي تقوم بتوفير التسهيلات للريشة الطائرة والاسكواش وتنس الطاولة وكرة القدم الأمريكية، والجمباز، وكرة السلة والكرة الطائرة في الأماكن المغلقة، من بين أمور أخرى.وبما انهم يعيشون في جزيرة تحيط بها المحيطات،فإنهم ينعمون بالعديد من الأنشطة المائية بما في ذلك الإبحار والتجديف والتزلج على الماء. كما توجد امكان متخصصة للغوص.
المواصلات والاتصالات :
توفر هيئة النقل السريع التي بدأت عملها عام 1987م، خدمة سريعة وفعالة في مجال السكك الحديدية الداخلية، حيث يعبر خطان منطقة وسط المدينة ويربطان 42 محطة معًا.ويبلغ طول الخطوط حوالي 70 كم وتصل قدرة استيعابها إلى 800,000 راكب يوميًا.
وتوجد بسنغافورة أيضًا خطوط مواصلات متطورة مع الدول الأخرى، ويربط خط السكك الحديدية سنغافورة بماليزيا. بينما يعد مطار تشانجي الدولي، في الطرف الشرقي للجزيرة، المطار الرئيسي للدولة، وواحدًا من أحدث المطارات في العالم. حيث تقوم حوالي 50 شركة طيران برحلات جوية إلى أكثر من 100 مدينة في أكثر من 50 دولة حول العالم. ويستخدم مطار سيليتار لرحلات الطيران العارضة والرحلات التدريبية. وتدير هيئة الطيران المدني في سنغافورة كلا المطارين.
ويوجد بسنغافورة 10 صحف يومية واحدة على الأقل بإحدى اللغات الرسمية. وهناك سيارة لكل 12 شخص وجهاز تلفاز لكل خمسة أشخاص، وهاتف لكل شخصين، ولذلك فهي تعد مركزًا مهمًا للاتصالات.
شراء منزل :
يتم شراء المنازل في سنغافورة عن طريق ما يسمي بالـ Central Provident Fund أو الـCPF وهو نظام متبع في تحويل جزء من راتب الموظف إلى هذا الحساب الشخصي حيث يقوم البنك بقطع مبلغ محدد شهرياً يكون بمثابة قسط شهري من حساب المشتري ويكون هذا الاقتطاع إلى أجل قد يصل إلى 30 عاماً وفي نهاية المطاف يكون الموظف بعد وصوله إلى سن التقاعد قد أكمل ما عليه من دين لشراء منزل له ولأسرته.
الديانة في سنغافورة :
يكفل الدستور في سنغافورة حرية ممارسة الأديان؛ حيث تحظى مختلف الجماعات العرقية بحرية ممارسة شعائرها الدينية؛ فالصينيون بالإضافة إلى نسبة من إجمالي السكان يُمارسون الديانات البوذية، والطاوية، والكونفوشيوسية، كما يوجد من السكان من يعتنقون الإسلام خاصةً السكان من أصول باكستانية وبنغلادشية، ويوجد ايضاً نسبة من متبعي الديانة المسيحية، والهندوسية، واليهودية، والزرادشتية.
اللغة الرسمية في سنغافورة :
يوجد في سنغافورة أكثر من لغةٍ رسمية، ويستخدم الشعب في سنغافورة العديد من اللغات مثل اللغة الإنجليزية، والماندرين الصينية، واللغة التاميلية، ولغة ملايو التي تعتبر كلغة وطنية؛ كونها تُستخدم في النشيد الوطني، ويتم اعتماد اللغة الإنجليزية في المنشورات الرسمية للدولة وفي نظام التعليم، أما اللهجة العامية في البلاد فهي تُسمى باللهجة السنغلية (بالإنجليزية: Singlish)، وهي خليط من القواعد النحوية والمفردات من اللغات الهندية، واللهجات الصينية والملايوية، وتسعى حكومة البلاد إلى جعل لغة الماندرين اللغة المشتركة بين السكان الصينيين.