امازون(تعرف على غابات امازون رئة الأرض وقلبها)
موقع غابات أمازون :
تقع غابات الأمازون في شمال أمريكا الجنوبية، حيث تغطي مساحة 6,000,000 كيلومترا مربعا.وتحتل مساحة كبيرة من البرازيل، وبعض من الدول المجاورة لها مثل البيرو ، وفينزويلا ،غيانا ، والإكوادور .وتحتل غابات الأمازون أهمية كبيرة على سطح الكرة الأرضية حيث تعتبر الرئة التي تعتمد عليها الأرض للحصول على الأوكسجين والتنفس، إذ تقوم غابة الأمازون بتنقية الجو من ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى أوكسجين، بحيث توفر بذلك ما يقارب 20% أوكسجين المتوفر في الغلاف الجوي.
وتتكون هذه الغابات من أعداد هائلة من الأشجار، والأنهار، والحيوانات البرية التي لا توجد في مكان آخر في العالم، ونظم إيكولوجية مختلفة تتنوع ما بين السافانا الطبيعية والمستنقعات. كان عدد السكان المحليين والقبائل التي تعيش في الأمازون في عام ألف وخمسمئة ستة إلى تسعة ملايين نسمة،حيث يعود تاريخ غابة الأمازون إلى أكثر من خمسة وخمسين مليون سنة، أما حاليا يبلغ عددهم مئتين وخمسين ألفا مقسمين بين عدة قبائل، ويتحدثون أكثر من مئة وسبعين لغة مختلفة خاصة بقبائل الأمازون الأصليين،.أدت الزيادة السكانية، وإدخال الآليات الزراعية، وانتهاز خيرات الأمازون اقتصاديا إلى إزالة جزء يقدر بمليون هكتار وأربعمئة ألف من الغابات في عام ألف وتسعمئة وسبعين، إلا أن مؤسسات حماية البيئة أوقفت تلك النشاطات، وحاسبت جميع المخالفين بقوانينها بإجراءات صارمة، وعقوبات رادعة.
أهمية غابات الأمازون وفوائدها العائدة على كوكب الأرض:
تعتبر غابة الأمازون والتي يقع ما يقارب 60% منها في البرازيل : أحد المناطق الطبيعية الأكثر أهمية على سطح الأرض، فبمساحة تبلغ ما يقارب 5,5 مليون كيلومترا مربعا مغطاة بالغابات المطيرة، أي ما يزيد على نصف مساحة الغابات المطيرة حول العالم، وبما يقارب 390 مليار شجرة من 16000 نوع مختلف ،حيث تعتبر الرئة التي تعتمد عليها الأرض للحصول على الأوكسجين والتنفس، إذ تقوم غابة الأمازون بتنقية الجو من ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى أوكسجين، بحيث توفر بذلك ما يقارب 20% من الأوكسجين المتوفر في الغلاف الجوي.
إن من أولى فوائد غابة الأمازون هي تنقية الهواء من ثاني أكسيد الكربون الضار، فتقوم الكائنات الحية جميعها كجزء من دورة الطبيعة بإنتاج ثاني أكسيد الكربون خلال عملية التنفس، كما تقوم الأشجار بتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى الأكسجين خلال عملية البناء الضوئي، ولكن الإنسان قام بضخ كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون إلى الجو خلال المئة والخمسين عاما الماضية منذ بدأ الثورة الصناعية عن طريق حرق المشتقات النفطية والغاز الطبيعي، وثاني أكسيد الكربون هو مثال واحد على الملوثات التي تقوم الأشجار عموما وغابة الأمازون على وجه التحديد بالتخلص منه.
غابة الأمازون والمناخ العالمي:
تعد الغابات الاستوائية في العالم أحد العناصر التي تعمل بشكل كبير جدا على المحافظة على المناخ الإقليمي متزنا كما إن الأشجار تقوم بضخ كميات كبيرة من المياه إلى الجو عن طريق التبخر والتعرق، مما يشكل عاملا هاما في دورة المياه في الطبيعة.
الأهمية العلاجية لغابات الأمازون :
وتعتبر هذه أحد الفوائد التي لا ينتبه لها الكثيرون في العادة، وهي أن العديد من الأعشاب والأشجار الموجودة في غابة الأمازون تعتبر أدوية للعديد من الأمراض المختلفة حول العالم، ويؤمن العلماء أن ما يقل عن 1% من النباتات المزهرة قد تم دراستها واكتشاف آثارها العلاجية، ومع الانكماش المستمر في مساحة الغابات الاستوائية حول العالم ربما لن يتمكن العلماء من اكتشاف هذه الفوائد المختلفة.وتعد مورد للمواد الخام سواء كانت هذه الموارد هي الأخشاب، أو الأقمشة، أو جلود الحيوانات، أو الجذور، والنباتات التي تستخدم للعلاج كما ذكرنا سابقا، فإن غابة الأمازون تعتبر أحد الموارد الطبيعية الرئيسية لجميع هذه الأمور، وهذا كله بالإضافة إلى اعتبارها سلة للغذاء في العالم، سواء كان ذلك النباتات التي تعيش في تلك الغابات أو الحيوانات، ولكن ومع الصيد الجائر للحيوانات والقطع العشوائي لأشجار هذه الغابات فإن هذه الموارد تقل بشكل مستمر حول العالم.
التنوع البيولوجي في غابات الأمازون:
تعد غابات الأمازون التي وجدت على الأرض منذ ملايين السنين، الأمر الذي ساعد في حدوث التنوع الكبير للحياة الطبيعية فيها، ؛ حيث تعد موطنا للملايين من الأنواع العديدة والفريدة من النباتات والحيوانات، فهي تعد موطنا إلى 427 نوعا من الثدييات، مثل: الجاغوار، والدلافين النهرية، وما يقارب 1,300 طائرا، مثل: مكاو وهو نوع من أنواع الببغاء، و378 نوعا من الزواحف، مثل: سحلية يسوع، أو الأناكوندا، وأكثر من 400 نوعاً من البرمائيات، مثل: الضفادع الزجاجية.
سحلية يسوع
ضفدع زجاجي
طائر مكاو
بالإضافة إلى ذلك تتكون غابة الأمازون من أنظمة بيئية متعددة وأنواع نباتية كبيرة، تقدر بحوالي 40,000 نوعا من النباتات، و3,000 نوعا من أسماك المياه العذبة، كما يتواجد فيها ما يقارب 390 مليار شجرة بما في ذلك أشجار الجوز، والتوت البرازيلية.
تاريخ غابات الأمازون :
أظهرت الدراسات الحديثة أن غابات الأمازون المطيرة تواجدت منذ 55 مليون سنة على الأقل، كما تكشف هذه الدراسات أن الكثير من هذه المساحات الشاسعة والحالية كانت عبارة عن مروج، أو مراعي منذ حوالي 2000 عام، وبعد تغير المناخ التدريجي، وزيادة الرطوبة أصبحت غابات مطيرة، ويمكن القول لإن الأشخاص الذين عاشوا في العصر الحجري هم أحدث سكان هذا الحوض المأهول بشكل متواصل منذ 10,000 عاماً على الأقل، ويعتبر الأوروبيون أول من اكتشف الأمازون في القرن السادس عشر.
أهم مظاهر الحياة في الأمازون تتمثل في التالي:
يبلغ المستوى العام لحرارة الجو في غابة الأمازون ما يعادل 27 درجة، أما مستوى الأمطار السنوي فيها فيتأرجح ما بين 130 سم إلى 440 سم، وذلك لكونها تصنف ضمن قائمة الغابات المطرية. يوجد في غابة الأمازون ما يقارب نصف أصناف الكائنات الحية الموجودة على سطح الأرض، والتي يقدر عددها بعشرة ملايين صنف مختلف ما بين نبات وحيوان، إذ تتضمن من الأشجار ما يقارب ال750 صنف، أما النباتات العالية فتصل إلى 1500 صنف مختلف. تحتوي غابة الأمازون على خمس مصادر الماء العذب على سطح الأرض. تحتوي غابة الأمازون على ثلاثين مليون صنف متنوع من الحشرات. تحتوي أنهار الأمازون على 3 آلاف صنف معلوم من السمك.
الأضرار التي لحقت بغابة الأمازون:
لم تسلم غابة الأمازون من انتهاكات الإنسان الجائرة بحق الطبيعة والغابات، حيث ساعد موقعها المتميز في قارة أمريكا الجنوبية وخصوبة الحياة فيها على جذب الكثير من الطامعين إليها، دون أي اهتمام منهم تجاه المحافظة على دورة الحياة الطبيعية فيها، ويمكن حصر الأضرار التي تعرضت لها بالآتي: خلع الأشجار وقلع النباتات وتجريف التربة بهدىف إنشاء طرق سريعة تربط بين المناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى إنشاء مناطق سكنية على أطرافها. زراعة العديد من أصناف المخدر فيها، بالإضافة إلى تحويل بعض مناطقها إلى معامل متخصصة في تصنيع الخدر وترحيله إلى الدول الأخرى. تركيز الحطابين على اقتلاع أصناف معينة من الأشجار دون غيرها، نظرا لقيمة أخشابها العالية، مما تسبب في تهديد وجودها في الغابة، ومن أهمها شجر الماهونجي. ساهم الجفاف الذي حل بغابة الأمازون منذ أربع عقود في جفاف العديد من أنهرها وموت أعداد هائلة من الأسماك فيها.
تواجه غابة الأمازون العديد من التحديات الصعبة بسبب النمو البشري غير المسؤول، حيث تنتشر الأنشطة الخاصة بإزالة الغابات في الأمازون الأمر الذي يقود لفقدان مساحات شاسعة منها، وبالإضافة إلى تطهير أراضيها من أجل صناعة المحاصيل فإن قطاع الثروة الحيوانية المزدهر في البرازيل يؤدي إلى إنتاج خسائر كبيرة في الغابات المطيرة؛ حيث تعد الزراعة الحيوانية ومنها الرعي من الأسباب المسؤولة عن تدمير غابات الأمازون بنسبة 91%، كما تم تطهير 136 فدان من هذه الغابات من أجل استخدامها في الزراعة الحيوانية، كما تسهم أنشطة تطوير البنية التحتية التي تتم من أجل بناء الطرق والسدود وتعدين المعادن واستكشاف النفط واستخراجه وقطع الأشجار في تهديد حياة المواطن التي توجد في الغابات والتنوع البيولوجي فيها، كما تسهم هذه الأنشطة مع مرور الوقت في تهديد المناخ وتوازن النظام البيئي للعالم كله وليس فقط المنطقة.
إزالة غابة الأمازون:
تشير التقديرات أن مقدار غابات الأمازون التي تم فقدها خلال الفترة التي تتراوح ما بين الثلاثين إلى الأربعين عام الماضية هو 20% تقريبا،أي أنه يزيد عن المستويات السابقة، وقد أُزيل جزء كبير من الغابات المطيرة في العقود الأربعة الماضية مقارنة بالأربعة قرون ونصف التي تسبق هذه المدة بسبب النشاطات البشرية، إلا أن هناك أخبار جيدة تدور حول الغابة؛ حيث انخفض معدل إزالة الغابات قليلا، إلا أن المعدل الذي تزال به لا زال خطيرا ويهدد الغابة؛ حيث تفقد الغابة مساحة تقدر بولاية ديلاوير الأمريكية في كل عام في دولة البرازيل وحدها، وبالإضافة إلى الرعي الجائر والأنشطة الخطيرة الأخرى يسهم الصيد غير المشروع في تدمير الغابة؛ حيث تُزال العديد من الأشجار لغايات أخرى بعيدة عن حصدها؛ وتدمر مناطق ضخمة من الغابات بينما يبحث الناس عن كميات صغيرة جدا من الذهب؛ فنظرا لاحتواء المنطقة على كمية قليلة من الذهب فلا بد من اقتلاع وتدمير كمية ضخمة من الأرض للحصول على كميات قليلة فقط منه.
قال مدير برنامج منظمة "أمازون ووتش" البيئية :
- إزالة غابات الأمازون التي توصف بأنها "رئة الأرض" ستوثر على الصيد والزراعة
- الخطوة تعمق أزمة التهديد لأصناف الحيوانات والنباتات وتزيد من تفاقم تغير المناخ الإقليمي والعالمي.
- عمليات الاستيلاء على الأراضي وقطع الأشجار بشكل غير قانوني والتعدين المحرك الرئيسي لإزالة الغابات.
- منطقة الأمازون مسؤولة عن توزيع 20% من المياه العذبة للأرض
- فقدان إنتاج نحو 20% من الأكسجين في كوكبنا بالفعل
حذر مدير برنامج منظمة "أمازون ووتش" البيئية، كريستيان بوارييه، من أن إزالة الغابات نتيجة الحرائق في غابات الأمازون المطيرة التي يطلق عليها " الجهاز التنفسي للأرض"، تعد دمارًا لا يوصف، ليس للأمازون فحسب، بل للكوكب بأكمله.